الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة يوم السبت 28 جوان: لقاء مع الباحث هشام عبد الصمد حول كتابه الأخير: أنطولوجيا لأهم خطب الرئيس بورقيبة

نشر في  21 جوان 2025  (14:29)

لقاء مع الباحث هشام عبد الصمد في حفل توقيع كتابه الأخير
LA GLOIRE ET LA PUISSANCE
Une anthologie des grands discours du président
BOURGUIBA
المكان: مكتبة CULTUREL أوّل طريق روّاد – Relais جنب Moncef jouets
التاريخ : السبت 28 جوان 2025 – الساعة السادسة مساء 18h
تقدّم الكتاب: صوفي بسّيس

ستة عشر خطابا من أهمّ خطابات بورقيبة، يرمز كلّ واحد منها إلى منعطف مصيري في تاريخ تونس ما بعد الاستقلال، يتناولها الباحث هشام عبد الصّمد بالتّحليل والتّفكيك في قراءة غير مسبوقة لدلالات الخطاب ووظيفته لدى صاحبه، وعلاقة بورقيبة بالكلمة ودورها في بناء زعامته وإرساء سلطته.
رحلة في مسيرة رجل اقترنت حياته بتاريخ تونس المعاصر، ولكن بمقاربة فريدة من نوعها حيث ينتقل بنا الكاتب بين خطابات مؤتمر صفاقس 1955، وخطاب القيروان ردّا على صالح بن يوسف في 1955، وإعلان مجلة الأحوال الشخصية (1956)، وخطاب الإعلان عن الجمهورية (جويلية 1957)، وخطاب 1963 في علاقة بالمؤامرة، وأريحا في 1965، وأنقرا في نفس السنة، ثمّ المنستير 1968 ردّا على اليسار الجامعي، ومؤتمر المنستير 1971، والبالماريوم 1972، إلخ، مع التّعليق على سياقاتها التاريخية وخلفيات الأحداث التي برّرت وجودها، وطريقة بورقيبة في التّعامل مع منعطفات التاريخ، ومساحة قاموس مفرداته، واستعمالاته للكلمة سلاحا في مواجهة خصومه وأعدائه، وفرشه الطريق أمام وحدانية سلطته...
كتاب يمسح 620 صفحة يشدّك إليها قلم هشام عبد الصمد، صاحب كتاب "جورج عدّة" بالاشتراك مع فتحي بن الحاج يحيى، و"اليسار والإسلام السياسي أو النّزاع المعلّق"، و"68 في تونس، الأسطورة والإرث" الذي أشرف على تنسيقه، و"مستضعفون" الذي أشرف عليه بالاشتراك مع عماد المليتي، و"التمرّد والمتاهة، شباب اليسار زمن الثورة والشعبوية" بالاشتراك مع ماهر حنين، و"الثورة مرّت من هنا" بالاشتراك مع فتحي بن الحاج يحيى، إلى جانب العديد من المساهمات الأخرى في ندوات علمية ومحاضرات نشرت في مجلات دراسية متفرقة.
* * *
صحيح أنّ زمن بورقيبة ولّى وانقضى بتوقيت غرينويتش وتعداد الأيّام والأشهر، لكن حكايتنا مع الرّجل وزمنه لم تنته بدليل عودته، أو عودة شبحه، بعد الثورة ليُزجّ به في معركة "النّمط المجتمعي" المراد لتونس وفي المواجهة التي شهدتها شوارع البلاد ورحاب المجلس التأسيسي بين "الحداثيين" بمختلف توجّهاتهم و"الإسلاميين" بشتّى تفرّعاتهم حول دستور 2014، والفصل الأوّل منه، وحرية الضمير...
نودِي للرّجل من قبره لترفعه "حرائر تونس وأحرارها" على الأعناق ويستدلّوا به الطّريق في غياب بديل فكري لم تنتجه الثورة، وقد سامحوه، دنيا وآخرة، في كلّ ما اقترفه بوليسُه السياسي وغير السياسي تجاه شباب البلاد؛ في حين سعى الطّرف الآخر إلى إعادة ردمه تحت اللّحود غير مأسوف عليه مع إثقال موازينه بما اقترفت يداه من ذنوب بداية من "محاربة الإسلام" والتّنكيل بأنصاره.
وبما أنّ المعركة لم تحسم بعدُ رغم أنّها هفتت، إلى حدّ ما، بسبب دخول طرف ثالث لا شرقي ولا غربي، يكيل لهذا وذاك دون تفريق، ويمشي في جنازة الرجل ويبخّر برائحته في الآن ذاته، فقد بقينا نحمل جثة الرّجل على أكتافنا، فلا دفناه وأقمنا عليه الحداد ليرتاح في مثواه ونمرّ إلى شيء آخر في حياتنا، ولا ألبسناه ثوب الزّعيم لنعيد لمّ شمل القطيع ونمشي وراءه كما مشينا سابقا.
هذا بعض من وحي الكتاب وإن كان فيه بعض تجنّ على الكتاب. لكن الأكيد أنّ لكم في قراءته منافع شتّى ومُتَعٌ جمّة.